جامعة مؤته :: نحو بيئة تعليمية أفضل

خطاب صاحب الجلالة الملك الحسين المعظم في حفل تخريج الفوج الأول

1984-12-31T21:00:00Z
الأخوة الخريجون...

فوج ضباط مؤتة الأول...

هذا اليوم المبارك ...نزف إلى الأمة طليعة أفواج مؤتة من الجامعيين...بعد أن نهلوا من المعرفة... وتلقوا من الأعداد إلى ما يؤهلهم للتدريب في خدمة ...ومسايرة روح العصر ومواجهة متطلباته والتطلع إلى حمل شرف المسؤولية.

لقد أردنا جامعة مؤتة...معلماً على الطريق الذي رسمناه...ومنارة جديدة من منارات العلم...وصرحاً عسكرياً متميزاً...يعد الأجيال من أبنائنا لأشرف مهمة...وأسمى غاية...لحماية الوطن...وأمن المواطن...وسلامة المجتمع... والدفاع عن هذه الأمة التي ما انفكت تواجه الأخطار والتحديات... أردنا مؤتة موئلاً لإعداد أفواج من الضباط...القادرين على استيعاب العلوم العسكرية المتقدمة...وحبوناها بالدعم والتأييد...ووفرنا لها من الطفايات العلمية العسكرية...ما يعينها على تحقيق الغايات المرجوة. وسوف تنال منا كل الدعم والمساندة... لتطوير أجهزتها...وتحسين أدائها...لتغدو مركزاً للتميز والتجديد والإبداع.

أيها الأخوة الضباط...

أن قواتنا المسلحة...التي ورثت أمجاد الثورة العربية الكبرى ومثلها ومبادئها...تقف درعاً حصيناً على أطول خط للجبهة تصد عن الأمة العربية كلها...أطماع الغزاة وأحلامهم التوسعية. وتساهم في بناء الوطن ليضل قوياً متماسكاً شامخاً...لا تقوى عليه الملمات...ولا تهزه المحن، وهي مصنع للرجال...ومهوى لأفئدة المؤمنين المخلصين من أبناء أمتكم العربية...وموضع تقدير واعتزاز لكل منهم.

سوف تمضون تحت لوائها... وتسلكون دروباً طويلة في صفوفها...وتتلقون فيها الإعداد الكامل المهمة العظيمة التي نذرتم حياتكم. وحتى يتحقق لكم ذلك...لا بد أن تتحلوا بالتواضع...والاستزادة من طلب العلم...وتدركوا أن الشهادة الجامعية ليست نهاية المطاف وإنما هي البداية وسيكون هذا الفوج الأول محل الاهتمام والمراقبة والتقييم...تتعلق به أنظارنا وأفئدتنا...ليحقق النتائج التي نرجوها ...والآمال التي نعقدها عليه.

والجندية - أيها الأخوة- شرف ووفاء للعهد...وشجاعة وتضحية وطاعة وانضباط...ودراسة وجد واجتهاد، وهي تعاون وتآخ...وحزم في المواقف وقدرة على المبادرة واستيعاب للأسلحة الحديثة...وإبداع فبي الخطط والتنظيم والمهمات.

لقد كان جيشنا دائماً في الطليعة في ميادين الشرف.

في كل ظرف...وفي كل زمان...مدافعاً عن عروبتنا من أجل حقنا في حياة حرة شريفة، ومن أجل مستقبل أفضل، وسنبقى هنا في الأردن...أردن العرب والإسلام بالوعي وبالإيمان وبالعزم والتصميم الأوفياء لأمتنا...المنافحين عن حقوقها...الداعين إلى تضامنها ووحدتها حتى يحقق الله لها النصر والعزة والسؤدد، فمعارك أمتنا معاركنا...ورسالة الثورة العربية الكبرى رسالتنا...وسنظل أوفياء لها...أمناء عليها...حاملين راياتها.

أيها الأخوة في السلاح

في يوم تخرجكم أزجي إليكم أطيب التهاني وأعذب الأمنيات وأتطلع إلى المستقبل بروح الثقة والأمل والإيمان...وأبارك لكم التحاقكم قواتنا المسلحة...فهنيئاً لها بكم ...وهنيئاً لكم بها...وهنيئاً لذويكم وأهلكم...وهنيئاً للوطن والأمة. وأن لكم في أبطال مؤتة الأوائل...أسوة حسنة...ولكم في أبطال جيشنا العربي الباسل قدوة مثلى، فسيروا على الدرب الذي عبده من سبقوكم واقتفوا آثارهم في العطاء والفداء لتصيحوا جديرين في حمل الرسالة وأداء الأمانة.

وكلي اعتزاز بكم وبالمسؤولين عن إعدادكم وتدريسكم...بارك الله فيكم وحياكم القوة والعزم والإيمان... ومكن فيكم نوازع الخير والتضحية والإقدام وستظل قلوبنا معكم.. والله يوفقك

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية

.